تحضير نص مذهب الزنابير

ـ النص الحجاجي هو كل نص يدافع عن وجهة نظر معينة ضد من يفكر بخلافها ضمنيا أو ظاهريا،
ـ يندرج النص ضمن النصوص الحجاجية بنمط الإخبار، وهو للكاتب مصطفى صادق الرافعي، الذي اشتهر بصراعه الفكري ضد طه حسين، إذ رد على كتابه " في الشعر الجاهلي " بكتاب مضاد " تحت راية القرآن" الصادر عن دار الكتاب العربي بيروت، ومنه اقتطف هذا النص، من طبعته السابعة بتاريخ 1974،
- فما هو موضوع الصراع بين الطرفين؟
- وما هو الحبر الذي سيوظفه الرافعي للنيل من طه حسين؟
- وما الكيفية التي اعتمدها في ذلك؟
✔ قراءة قولة طه حسين: دعوة طه حسين إلى دراسة الأدب العربي وفق المناهج الغربية الحديثة
✔ قراءة العنوان:
- تركيبيا : مركب اسمي إضافي ( خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هذا) مذهب الزنابير
- دلاليا : يشير لفظ ( مذهب ) إلى اتجاه أدبي، والزنابير مفردها زنبور : حشرة لسعتها مؤلمة، ومعنى الكلمتين يدل على وجود اتجاه أدبي أشبه بالزنابير من حيث الطنين والصوت الكثير دون العطاء والإنتاج.
✔ قراءة البداية: سخرية الرافعي من طه حسين، إذ رفعه لمرتبة الرسل بشكل ساخر
✔فرضية القراءة : نفترض أن الرافعي سيوظف خبرا ما ليقنعنا بصحة رأيه، وبطلان فكر طه حسين
✔ القضية المحورية : يتحدث النص عن وجود صراعين بين مذهبين: المذهب القديم ويمثله (مصطفى صادق الرافعي) والمذهب الحديث ويمثله (طه حسين).
✔ القضايا المضمنة في النص:
- اعتبار " طه حسين " نابغا ومجددا وممثلا للمذهب الجديد .
- اعتبار " طه حسين " عاقلا يتصف ببعض الجنون والتجني على الأدب والشعر القديم .
- استعانة الكاتب بمثل النملة "طاحين" التي تكثر من الطنين دون طائل، للحديث عن " طه حسين" ادعائه العقل والعلم بالأدب العربي القديم .
- ادعاء "طاحين" اكتشاف عالم جديد كان مجهولا في مصلحة مجموعة النمل .
- اعتراض فيلسوفة النمل العاقلة على "طاحين" في رأيها وما ذهبت إليه
> منذ الفقرة الأولى تبين أن النص حجاج فكري بين قطبين متقابلين :
- قطب صادق الرافعي: والذي يتشبث بالقديم
- قطب طه حسين: والذي يدعو إلى الجديد
لإبراز وهم طه حسين، وصدقية رأيه، استشهد الرافعي بخبر غلب عليه الوهم والحقيقة

حقل الوهم	حقل الحقيقة
الحياة مع المرض ، مجهولا، الظن، الضعيف،	التجربة ، اليقين، المنفعة، برهان، دليل ..

- إن العلاقة القائمة بين الحقلين الدلاليين هي علاقة ترابط وتكامل، لأن الشاعر ابن حبوس استطاع تجاوز معاناته بفضل كرم ابن الملح الأندلسي.
- الكاتب عبدالله كنون: الذي يدافع عن فكرة أن المغاربة وأهل الأندلس يهتمون بالشعر والشعراء
- الطرف المعارض: وهو طرف ضمني في النص ويمثله كل من يرى عكس ذلك.
- يمثل الخبر المنقول عن ابن حبوس الوسيلة الحجاجية حيث إن هذه القصة تبين مدى اهتمام المغاربة وأهل الأندلس بالشعراء، حيث يخصص بعضهم مثل" ابن الملح وقف لصالحهم".
تأسيسا على ما سبق يتبين أن النص حجاجي إخباري سعى من خلاله الكاتب المغربي عبدالله كنون إلى إثبات مدى اهتمام المغاربة وأهل الأندلس بالشعر والشعراء ضد كل من يؤمن عكس ذلك.
ولإيصال مقصديته اعتمد معجما مناسبا يغلب عليه الحقل الدال على الكرم. كما ركز عبدالله كنون في حجيته على الخبر الذي نقله عن الشاعر المغربي ابن حبوس والذي يأخذ بما لا يدع مجالا للشك مدى رعاية المغاربة وأهل الأندلس لهذه الفئة حيث بلغ الأمر لبعضهم إلى تخصيص وقف تكون عائداته لصالحهم من نصيبهم ومن هنا يتضح أن عبدالله كنون من خلال هذا الخبر الذي أورده في كتابه النبوغ المغربي قد استطاع الدفاع وبالملموس عن هذه العادة في الغرب الإسلامي