تحضير نص الطريق الى القدس جذع الآداب و العلوم الانسانية و التعليم الأصيل
➀ التمهيد
✔ يمثل الوصف شكلا من أشكال الخطاب، وهو وسيلة تعبيرية تتخذ من الشخوص والأمكنة والأشياء والحالات و المواقف موضوعا لها، وبهذا يمكن التمييز بين نصوص تصف الشخوص، ونصوص تصف الأمكنة والأشياء، وأخرى تصف الحالات الاجتماعية والنفسية، وما يترتب عليها من مواقف. ✔ للوصف وظائف متعددة: الوظيفة الجمالية الزخرفية، الوظيفة التفسيرية، وتتحقق عندما يعبر بالوصف وضع اجتماعي أو حالة نفسية.
✔ الوصف نوعان:
- الوصف الذاتي: وهو الوصف الذي يتلون بأحاسيس ومشاعر ووجهة نظر الواصف في الموصوفات.
- الوصف الموضوعي: وهو الوصف الذي يختفي فيه الواصف بتتبع موصوفات ونقل العناصر المكونة لها بدقة وحيادية.
✔ صاحب النص : عبد الرحيم مودن أديب و قاص و ناقد مغربي، ولد بمدينة القنيطرة المغرب سنة 1948 و توفي بهولندا في 27 يوليوز 2014. نشر أول نص قصصي ( ريالات خمسة ) سنة 1966 بصفحة أصوات بجريدة «العلم»، ابتدأ حياته المهنية كأستاذ للغة العربية بثانوية مولاي إسماعيل بمكناس ثم بثانوية النجد بسلا وثانوية محمد الخامس بالقنيطرة. ثم التحق بالمركز التربوي الجهوي (لتكوين الأساتذة) بالقنيطرة ف كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، المغرب
➁ ملاحظة النص و صياغة الفرضية
- دلالة العنوان: من خلال العنوان " الطريق إلى القدسّ، وبداية الفقرتين (2)، و (4)، نتوقع أن النص ينتمي إلى أدب الرحلة، وخاصة وصف المدن التاريخية.- فرضية القراءة: من خلال المؤشرات السابقة، نفترض أن النص حكائي سردي وصفي، ينتمي إلى أدب الرحلة، ويصور فيه الواصف مشاهداته خلال رحلته إلى بلاد الشام وخاصة مدينة القدس.
➂ فهم النص
- الوحدة الفكرية الأولى: وصول الكاتب/ السارد إلى بلاد الشام التي تعبق برائحة التاريخ المقدس- الوحدة الفكرية الثانية: وصف الكاتب مدينة الخليل التي تجمع بين صغر الحجم وعلو الأمكنة لأنها زاخرة بقبور الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم.
- الوحدة الفكرية الثالثة: وصف الكاتب لمدينة القدس الشريف التي اعتبرها أشرف الأماكن، لأن المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين، وقبة الصخرة التي عرج منها النبي(ص).
- الوحدة الفكرية الرابعة: مرور الكاتب في رحلته بالعديد من حواضر الشام، وتوقفه في " طبرية" لأنها تضم العديد من قبور الأنبياء والرسل.
- الوحدة الفكرية الخامسة: وصف السارد مدينة بعلبك التي تفوح بعراقة الماضي والتي تزخر بالجمال في المأكل والذوق الرفيع في الحاضر.
- الفكرة العامة:
يتمحور النص حول رحلة قام بها الرحالة / الكاتب عبدالرحيم مودن إلى أرض الشام حيث تعرف عليها من خلال جماليتها واصفا بذلك الأماكن التي يشاهدها مركزا على مدينة القدس الشريف التي تعتبر ثالث الحرمين الشريفين، حيث قام بوصف أحاسيسه ومشاعره تجاه هذه الأماكن المقدسة التي استولت على وجدانه وعاطفته لما لها من تاريخ إنساني وديني عارق.
➃ تحليل النص
- إن أهم مكون يحضر في نص" الطريق إلى الوصف" هو الوصف، وذلك لكونه ينتمي إلى جنس" أدب الرحلة"➀ الحواس المستعملة في النص
ـ حاسة الشم: "لعرفنا المكان برائحته التي جلت عن الوصف، روائح الفواكه المعروفة ..."ـ حاسة البصر: " الخليل مدينة في حجم الكف، يشع بنور وهاج، دائم الضياء في كل الفصول ..."
ـ حاسة السمع: " هدير البحر يحكي مكانته الأزلية.."
- رغم استعمال السارد لمختلف الحواس إلا أنه اعتمد أكثر على حاسة البصر.
➁ نوع الوصف
إن الوصف في النص ذاتي، لأن الكاتب/ السارد يصف مشاهداته من خلال مشاعره وأحاسيسه تجاهها، وأشرف هذه الأماكن " تركنا القدس الشريفة جسدا، وبقيت أرواحنا بهذا المكان هائمة.."➂ المكان:
إن أهم ما يميز نص الرحلة إلى القدس هو الاحتفاء بالأماكن الموصوفة ولعل أهم ما يميزها في هذا النص قدسيتها. حيث ركز السارد على مدينة القدس، بمكانتها الحضارية والدينية. ومن ثم استعماله المعجم الديني: الأرض الطاهرة، قبور الأنبياء والرسل، ثالث الحرمين الشريفين، قبة الصخرة، المكان الذي عرج منه النبي صلى الله عليه وسلم.➃ لغة النص
- قد يستعمل الكاتب لغة تقريرية مباشرة في وصف مشاهداته وقد يوظف لغة إيحائية تنزاح عن المألوف، وإذا جردنا بعض العبارات من النص مثل: " رائحة التاريخ المقدس" مدينة في حجم الكف" مدينة منحوتة بأظافر الشهداء" هدير البحر حكايته ..- نستنتج هيمنة اللغة الإيحائية على النص، مما أعطى للنص جماليته.
➄ التركيب
بناء على ما سبق نستنتج أن نص" الطريق إلى القدس"، للكاتب عبدالرحيم مودن، نص حكائي وصفي، ينتمي إلى أدب الرحلة ،ويصور فيه الواصف مشاهداته خلال رحلته إلى بلاد الشام مركزا على مدينة القدس التي اعتبرها أشرف الأماكن لكونها تضم الحرمين الشريفين. ولإيصال هذه المقصدية اعتمد الكاتب على مجموعة من الحواس، خاصة حاسة البصر، كما اختار الزمان والمكان المناسبين بالإضافة إلى اعتماده على الوصف الذاتي الذي مكنه من وصف مشاهد مفعمة بمشاعره وأحاسيسه، كما استعمل اللغة الإيحائية التي زادت من جمالية النص وأسهمت في إمتاع المتلقي. وفي الأخير يمكننا القول بأن الكاتب استطاع من خلال هذه القصة لفت انتباهنا إلى جمالية أرض الشام وخاصة القدس الشريف وخاصة بمكانته الحضارية والدينية.