تحضير نص دعوه مبذرا -->

تحضير نص دعوه مبذرا


تحضير نص دعوه مبذرا

    تحضير نص دعوه مبذرا

    تحضير نص دعوه مبذرا جذع الآداب و العلوم الانسانية و التعليم الأصيل

    ➀ التمهيد
    ✔ الشعر نقيض النثر، وهو من أهمّ فنون العرب الكلامية، فقد كان ديوان علمهم، يسجل تاريخهم ومآثرهم وبطولاتهم ، والشعر العربي نوعان: عمودي وحر.
    ✔ الشعر العمودي: هو الشعر الذي ينظم كله على بحر معين حب تفعيلات ثابتة، لا يتغير عددها، ويكتب على شكل أبياتٍ متتالية، وكل بيت يتكوّن من شطرين متساويين ومتناظرين، فالأول يطلق عليه صدر البيت، والشطر الثاني يسمى العجز وينتهي بقافية وروي موحدين؛
    ✔ تعريف المدح: المدح ضد الهجاء، وهو حسن الثناء، وفيه يعبر الشاعر عن إعجابه بصفات الممدوح فيحدد فضائله ويذكر محاسنه ( الكرم، الشجاعة، الوفاء، الإخلاص، الحكمة)، وهو نوعان:
    - مدح تكسبي: حيث يمدح الشاعر الملوك والخلفاء ونخبة القوم من أجل نيل عطاياهم. وقد اشتهر به الأعشى والحطيئة والمتنبي ...
    - مدح نبوي: وقد ارتبط بشخص (الرسول صلى الله عليه وسلم)، حيا أو ميتا، وفيه يتغنى الشاعر بفضائل الإسلام على الإنسانية كما يتغنى بما تحلى به الرسول صلى الله عليه وسلم من خصال حميدة، وما جاءت به دعوته من مكارم الأخلاق .و من أبرز نماذج هذا الشعر، شعر حسان بن ثابت، فقد مدح حسان بن ثابت الرسول صلى الله عليه وسلم، بالشجاعة والوفاء والعزيمة والجود والعفة والصدق وشرف النسب.
    ✔ التعريف بالشاعر المتنبي : هو أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي الكندي ، هو شاعر عربي شهير، ويعتبر من أعظم شعراء العربية. ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية ، وقد اخذ النص من شرح ديوان المتنبي لعبد الرحمان البرقوقي، فما موضوعه؟ وما خصائصه الفنية التي تجعل منه نصا شعريا؟
    ➁ ملاحظة النص و صياغة الفرضية
    - من خلال ملاحظة الشكل الخارجي للنص يتضح أنه عبارة عن قصيدة عمودية، لأنها تقوم على نظام البيت المكون من شطرين متساويين ومتناظرين (الصدر ـ والعجز)، ينتهيان بقافية وروي موحدين (الباء).
    - انطلاقا من الأبيات ( 8 ـ 9 ـ 10)، نتوقع أن النص ينتمي إلى نمط المدح، وفيه يعرض الشاعر الصفات الإيجابية التي يتسم بها الممدوح خاصة الشجاعة والكرم.
    - من خلال المؤشرات السابقة نفترض أن النص عبارة عن قصيدة عمودية، تنتمي إلى نمط المدح، والتي سيقوم الشاعر فيها بمدح شخصية متميزة تتسم بعدة صفات نبيلة على رأسها الكرم والشجاعة .
    ➂ فهم النص
    ✔ يمكن تقسيم النص إلى ثلاث وحدات
    ـ الوحدة الأولى: من البيت 1 إلى البيت 3، استهل الشاعر قصيدته بمقدمة غزلية يصور فيها جمال النساء وترفهن وقدرتهن على سلب عقله وقلبه.
    ـ الوحدة الثانية: من البيت 4 إلى البيت 6، تعبير الشاعر عن معاناته من الدهر ومصائبه التي استطاع التخلص منها بفضل علي بن منصور
    ـ الوحدة الثالثة: من البيت 7، إلى آخر النص: مدح الشاعر الخليفة المنصور بأرقى الصفات، خاصة الكرم والشجاعة، موضحا تأثيره الإيجابي على رعية.
    ✔ يمدح أبو الطيب المتنبي في قصيدته هاته علي بن منصور الحاجب، حيث استهلها بمقدمة غزلية يبرز فيها ولعه الشديد بالنساء الجميلات المترفات، ثم انتقل بعد ذلك إلى بيان معاناته ومصائبه والتي استطاع التخلص منها بفضل علي بن منصور الذي مدحه بذكر صفاته الحميدة التي يتميز بها خاصة الكرم والشجاعة.
    ➃ تحليل النص
    ➀ المعجم
    - يمكن تقسيم معجم النص إلى حقلين دلاليين:
    الحقل الدال على الشجاعة الحقل الدال على الكرم
    سنان قناته ،دما ،الخطر الكبير ،سل عن شجاعته ،زره مسالما ،محارب ،جحفلا ،طاعنا ،ضاربا ،فوارسا كرما ،من فرط السخاء مبذرا ،كالبدر ،يهدي ،نورا ثاقبا ، البحر يقذف للغريب جواهرا ،جودا ،سحائبا ،يخشى ،البلاد
    - يحضر الحقلان المعجميان بشكل متكافئ في القصيدة، مما يدل على أن الشاعر على هاتين القيمتين الأخلاقيتين ( الشجاعة ـ الكرم)، في مدحه لعلي بن منصور.
    ➁ الصورة الشعرية
    وظف الشاعر مجموعة من الصور الشعرية
    ✔ الاستعارة:
    المستعار له المستعار منه القرينة
    البيت1: "بأبي الشموس الجانحات" النساء(محذوف) الشموس اللابسات (لفظية)
    البيت 6: " جاء الزمان إلي منها تائبا" الزمان الإنسان (محذوف)، ورمز إليه بأحد من صفاته ( التوبة) تائبا
    ✔ التشبيه:
    الأبيات (17، 18، 19)، حيث شبه الشاعر الممدوح علي منصور الحاجب على التوالي بـ: البدر، البحر، الشمس
    ➂ الأسلوب
    زاوج الشاعر بين الأسلوبين الخبري والإنشائي:
    ✔ الأسلوب الإنشائي:
    ـ الاستفهام في البيت الرابع: " كيف الرجاء من الخطوب تخلصا؟".
    ـ الأمر في البيت العاشر:" سل عن شجاعته وزره مسالما".
    ـ القسم في البيت الأول: " بأبي الشموس".
    ✔ الأسلوب الخبري:
    وقد وظفه الشاعر في تصوير أحواله مع الزمن، مثلا: " أظمتني الدنيا ... وكذلك في مدح علي بن منصور الحاجب (7 ـ 8 ـ 9 ـ 11 ـ 12 ـ 13 ـ 14 ـ 15 ).
    ✔ رغم استخدام المتنبي للأسلوب الإنشائي في هذه القصيدة، إلا أن الأسلوب الخبري يهيمن عليها، وذلك يتوافق مع طبيعة المواضيع التي تناولها الشاعر فيها وكذا أغراضها ، نمطها (المدح).
    ➄ التركيب
    بناء على ما سبق نستنتج أن النص عبارة عن قصيدة عمودية تنتمي إلى نمط المدح للشاعر المتنبي والذي بدأها بوصف جمال النساء المدللات، ثم انتقل إلى وصف حالته النفسية المتأزمة وصولا بعد ذلك إلى الغرض من نظم القصيدة وهو مدح الخليفة المنصور طمعا في كرمه وشجاعته، ولهذا أطفى عليه جملة من الصفات النبيلة والحميدة، وقد اعتمد في هذا على عناصر فنية كالتشبيه والاستعارة لتقريب صورة الممدوح المثالية للمتلقي، بالإضافة إلى استخدامه الأسلوب الخبري الذي يهيمن على القصيدة.
    وأخيرا يمكن القول بأن الشاعر قد استطاع من خلال هذا النص أن يبين لنا النموذج الأمثل للإنسان العربي القديم والتي مثلها لنا في صورة الممدوح الحاجب بن منصور.