تحضير نص وصف مدينة الزاهرة -->

تحضير نص وصف مدينة الزاهرة


تحضير نص وصف مدينة الزاهرة

    تحضير نص وصف مدينة الزاهرة للسنة الأولى باك آداب و علوم انسانية

    تحضير نص وصف مدينة الزاهرة للسنة الأولى باك آداب و علوم انسانية

    وصف مدينة الزاهرة

    على الأرض يستخذي لها ثم يخشــع قصور إذا قامت ترى كل قــائـم
    وشــم الــربــى مــن تحتهــا تــتــسـمــــع كــأن خطيــبا مشرفا من سموكهــا
    ســنــا الــشــمس مــن أبــوابها يـتـقــطـع تــرى نورها من كل باب كــأنــمـا
    حــنــايــا هــي الــتــيجـان أو هي أبـــدع ومــن واقــفات فـــوقــهــن أهــلــة
    إلـــيــه فــلولا جــمــدهــا كــنـت تـكـرع عــلى عــمــد يـدعوك ماء صفائها
    وشــاة بــتـنـقـيـل الأحــاديــث تـــــولـــع تــبــوح بـأســرار الحديث كــأنهــا
    صــفــائــح كــافـــور تــضيء وتـسـطع كــأن الدكاكين الــتي اتصلت بـهـا
    بــحــار ولــكــن جــود كــفـيـــك أوســـع كــأن الـصهــاريج التي من أمامهـا
    تــهــم بـــــمــكــروه إلــيــك فــتــفــــزع كــأن الأســود العامرية فــوقــهـــا
    تــبـــــــدد در ذاب لــــــو يــتــجـــمـــــع كـــأن خرير الماء من لـهـواتهـا
    ســقــت مــوضـعــا مــنـهـا تأكد موضــع أعــدت لإحــيــاء البساتين كلمـا
    عــيــون كــأـمـثـال الــدنــانــيــر تــلــمـع دعتها بصوب الماء فانتبهت لـه
    قــبــابــك يــا مــنــصــور حــيــن تـرفـع فـــما نـشـا النوار فـيها ظننتـهــا
    قــيـــان بــــزي أخــضـــر تــتــقــنـــــــع ولما اكتست أغصانها خلت أنها
    عــلــيــنــا حــســبــنــاها حـبـيــبـا يـودع ولــمــا تـنــاهى طيبها وتمايــلت
    ➀ التمهيد
    - تميزت حركة الشعر في الأندلس وكانت مختلفة عن مثيلتها في الشرق، فبعد استقرار الأحوال وازدهار الحضارة في المغرب والأندلس حاول الشعراء الحفاظ على مكونات الشعر العربي القديم ومحاكاة مضامينه إلا أن الواقع الاجتماعي وخصوصية البيئة الأندلسية المغربية قد أثرا في الإبداع الشعري وأغنياه مما جعله يطبع الموروث القديم بصيغة محلية، فظهرت أشكال شعرية جديدة كالموشحات ووصف الطبيعة ورثاء المدن والمماليك.
    ـ صاحب النص: يحيى بن هذيل أديب وشاعر وفقيه ومحدث ولغوي أندلسي، كان من أبرز شعراء قرطبة في عصره.
    ولد بن هذيل عام 305 هـ، و توفي في سنة 389 هـ.
    - ظروف القصيدة: نظم الشاعر هذه القصيدة بمناسبة بناء المنصور بن أبي عامر لمدينة الزهرة على شرف قرطبة فكان ذلك سببا حافزا جعل الشاعر ينظم هذه القصيدة على غرار ما قام به في وصف مدينة الزهراء في شرق قرطبة والتي بناها عبدالرحمان الثالث.
    ـ مصدر النص: القصيدة من "كتاب التشبيهات من أشعار أهل الأندلس"، للشيخ أبي عبد الله محمد بن الكتاني الطيب، تحقيق الدكتور إحسان عباس، إصدار دار الثقافة، بيروت، ص 57.
    ➁ ملاحظة النص و صياغة الفرضية
    - عنوان النص: عنوان القصيدة من الناحية التركيبية عبارة عن جملة اسمية، ومن الناحية الدلالية وصف تعين قرب وبين خصائص الشيء، ومدينة الزاهرة هي إحدى المدن الأندلسية التي بناها عبد الرحمان الناصر سنة 353 بعد ثلاثين سنة من بناء مدينة الزهراء. ويتبين من خلال العنوان أن القصيدة ستتضمن الحديث عن بعض مظاهر التحول العمراني والحضاري.
    - فرضية النص: من خلال ملاحظة عنوان القصيدة يتضح أن الشاعر متأثر بالبيئة الأندلسية وما تزخر به من مظاهر التحضر والتمدن. وأثناء قراءة الأبيات 1 و10 و البيتين الأخيرين يتبين أن القصيدة عبارة عن وصف مدينة الزاهرة ومناظرها الخلابة وما تتميز به من جمال ويعتبر هذا من سمات التطور الحضاري الذي عاشه المجتمع الأندلسي.
    ➂ فهم النص
    ✔ الايضاح اللغوي :
    - المدينة الزاهرة: مدينة بناها المنصور بن أبي عامر في شرق قرطبة سنة 353هـ.
    - الدكاكين: المقاعد العريضة المعدة للجلوس
    - الكافور: من المواد الصلبة التي تتواجد على شكل صفائح بيضاء أو كتل مربعة الشكل، تذوب هذه المادة في الماء بصعوبة.
    - قيان: جمع قينة، وهي المغنية.
    - منصور: هو المنصور بن أبي عامر وزير الخليفة هشام المؤيد.
    ✔ مضامين النص :
    ـ الوحدة الأولى (من البيت 1 إلى البيت 5): وصف القصور ووصف البركة: حيث عبر الشاعر عن عظمة القصور من خلال شموخها وبراعة هندستها وطريقة بنائها
    ـ الوحدة الثانية (من البيت 6 إلى آخر النص): فإن الشاعر يصف بعض الحضارة الأندلسية وما تزخر به من ماء وما يحيط بها من بساتين.
    ✔بيان المعنى: القصيدة وصف لمدينة الزاهرة أظهر فيها الشاعر ما تتميز به مدينة الزاهرة ون عمارة فريدة ومنتزهات وسهول خضراء ممتدة، وقد ركز أساسا على بركة الزاهرة وما يميزها من شكل هندسي وما تزخر به من تماثيل فضلا عن أثر المياه وما ينتج عن ذلك من جمال يعجز عن الوصف ... ويتخلله مدح الخليفة المنصور الذي يتصف بالجود والكرم ...
    ➃ تحليل النص
    ➀ المعجم:
    - على مستوى البنية المعجمية توزع معجم القصيدة على حقلين:
    الألفاظ الدالة على الطبيعة الحية الألفاظ الدالة على الطبيعة الصناعية
    الأرض، الرُّبى، الشمس، أهلة، التيجان، صفاء، كافور، بساتين، الأغصان. قصور، الباب الأسود، العامرية، صهاريج، دنانير، اللهوة، الدكاكين ...
    ـ هناك مزاوجة بين الحقلين مما يشكل جمالية مدينة الزاهرة، بمعنى أن جمالها وسماتها مستمدة من الجمال الطبيعي، بحيث يصير الجمال الصناعي امتدادا للجمال الطبيعي
    ➁ الصورة الشعرية
    اعتمد الشاعر على المرئيات بالدرجة الأولى من خلال وصفه لمعالم القصور وشموخها كما اعتمد على الصوتيات كخرير المياه . وعموما يكاد يكون التشبيه أكثر الصور في أبيات القصيدة، كما هو وارد في البيت 1، 2، 4، 6، 7، 8، 9، 10، ... مما يشير إلى خاصية مهمة من خصائص الشعر الأندلسي الذي يتميز بالإغراق في التشبيه والمجاز وإثارة الخيال إضافة لغرض الوصف الذي يتطلب هذا الأسلوب البياني بتقريب الصورة إلى المتلقي.
    ➂ الأساليب
    هيمن على القصيدة الأسلوب الخبري لأن الشاعر بصدد وصف معالم الحضارة الأندلسية وما تزخر به من مظاهر طبيعية وعمرانية وهي موجهة إلى متلق خال الذهن لأن الشاعر بصدد إبراز التحول الحضاري والاجتماعي. و نلاحظ على مستوى الجمل الفعلية أنه زاوج بين الفعل الماضي والمضارع ، فوظف الفعل المضارع حين حديثه عن القصور ووصفها وشموخها. ووظف البنية الماضية في سياق وصفه للبركة
    ➃ الإيقاع
    نظم الشاعر قصيدته على وزن بحر الطويل: فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن ثماني مرات وهو بحر يعتبر من أهم الأوزان المتداولة في الشعر العربي، وهو بحر يناسب الأغراض الفخمة كالمدح ... أصاب العروض والضرب (القبض) (مفاعلن) وهو زحاف جار مجرى العلة ، كما اعتمد الشاعر على قافية المتدارك لتوالي حركتين بين ساكنيها (يَخْشَعُوْ) واختار لها رويا هو (العين).
    أما على مستوى الإيقاع الداخلي، نجد الترابط: قامت ـ قائم ، يستخذي ـ يخشع، كما نجد التكرار، مثل: الماء، الأرض، كأن ....
    ➄ التركيب
    تمثل القصيد نموذجا حيا لفن العمارة التي تزخر به الأندلس، حيث مزج الشاعر بين غرض الوصف والمدح محاولا الخروج عن ممارسة الشعراء المشارقة حيث تأثر بهم ولكنه وصف الطبيعة المحيطة حوله والتي تختلف كثيرا عن الطبيعة الصحراوية التي انتشرت في قصائد القدماء.