تحضير نص هل درى ظبي الحمى؟ -->

تحضير نص هل درى ظبي الحمى؟


تحضير نص هل درى ظبي الحمى؟

    تحضير نص هل درى ظبي الحمى؟ للسنة الأولى باك آداب و علوم انسانية

    تحضير نص هل درى ظبي الحمى؟ للسنة الأولى باك آداب و علوم انسانية

    هل درى ظبي الحمى؟

    قلبَ صبٍّ حلَّه عن مَكنَسِ هل درى ظبيُ الحمى أن قد حمى
    لعِبَتْ ريحُ الصَّبا بالقَبَسِ فهو في حرٍ وخفقٍ مثلما
    غرراً تسلكُ بي نهجَ الغررْ يا بدوراً أطلعتْ يومَ النوى
    منكمُ الحسنُ ومن عيني النظرْ ما لنفسي وحدها ذنبٌ سوى
    و الذاذي من حبيبي بالفكرْ أجتني اللذاتِ مكلومَ الجوى
    كالربى والعارضِ المنبجسِ و إذا أشكو بوجدي بسما
    وهيَ من بَهجَتِها في عُرُسِ إذ يُقيمُ القَطرُ فيه مأتَما
    طارحتني مقلتاهُ الدنفا من غذا أملي عليهِ حرقي
    أثرَ النملِ على صمّ الصفا تركتْ أجفانهْ من رمقي
    لستُ ألحاهُ على ما أتلفا وأنا أشكُرُهُ فيما بقي
    وعَذُولي نُطقُهُ كالخَرَسِ فهوَ عندي عادلٌ
    حلَّ من نفسي محلَّ النفسِ لَيْس لي في الأمرِ حُكمٌ بعدما
    بأبي أفديه من جافٍ رقيقْ غالِبٌ لي غالِبٌ بالتُّؤدَهْ
    أقحواناً عصرتْ منه رحيقْ ما علمنا قبلَ ثَغرٍ نَضَّدَهْ
    وفؤادي سُكرُهُ ما إن يُفِيقْ أخذتْ عيناهْ منها العربدهْ
    ساحرُ الغُنجِ شهِيُّ اللَّعَسِ فاحمُ اللمة ِ معسولُ اللمى
    و هوَ من إعراضهفي " عبسِ " حسنهُ يتلو " الضحى " مبتسما
    لي جزاءُ الذبِ وهوَ المذنبُ أيها السائلُ عن جُرمي لدَيهْ
    مَشرِقاً للشمسِ فيه مَغرِبُ أخذتْ شمسُ الضحى من وجنتيهْ
    وله خَدٌّ بلَحظي مَذهَبُ ذَهَّبَتْ دمعيَ أشواقي إلَيْهْ
    لحظتْهُ مُقلتي في الخُلَسِ يُنبِتُ الوردَ بغَرسي كُلّما
    ذلك الوردَ على المُغتَرِسِ ليتَ شعري أيّ شيءٍ حرما
    تَلْتظي في كلِّ حِينٍ ما يشا أنفدَتْ دمعيَ نارٌ في ضرامْ
    و هي ضرٌّ وحريقٌ في الحشا هيَ في خَدّيه بَردٌ وسلامْ
    اسداً ورداً ، وأهواهُ رشا أتقي منه على حكمِ الغرامْ
    و هو من ألحاظهِ في حرسِ : قلتُ لما أن تبدى معلما
    اجعلِ الوَصلَ مَكانَ الخُمُسِ أيها الآخِذُ قلبي مَغنَما
    ➀ التمهيد :
    لا شك أن الشعراء العباسيين والأندلسيين، وبدرجة أقل المغاربة، كان لديهم شعور قوي بعدم ملاءمة النمط الشعري القديم بخصائصه المضمونية، وسماته الأسلوبية لحياة المجتمع في هذا العصر، ولذلك كان لابد من ابتداع بعض المضامين الشعرية التي تنبع من هذه الحياة، وإبداع لون من الأسلوب الشعري يناسب المضامين الجديدة رقة ورهافة. وبعد استقرائنا لشعر هذا العصر فإننا لم نجد فيها جديدا يذكر بالمعنى الصحيح، فالشعر ظل غنائيا لم يتغير نوعه، وأغراضه ظلت كما هي: مدحا ورثاء ووصفا، لكن ما ساهم فيه هذا التطور هو ظهور أغراض جديدة انضافت إلى سابقيها، ومن هذه الأغراض الجديدة:
    - الشعر التعليمي: ظهر استجابة لمتطلبات الحياة الثقافية والعلمية؛
    - رثاء المدن: برز في العصر العباسي و الأندلسي ويختص برثاء الممالك الزائلة؛
    - العشق الإلهي: وهو شعر روحاني تصوفي يعبر من خلاله الشاعر عن تقربه وحبه الإلهي المفرط
    - الموشحات: جمع موشح، وقد ذكر في أحد المعاجم العربية التعريف التالي: « شكل خارجي تتخذه القصيدة العربية، يتكون من أجزاء معينة، لا يتحكم فيه وزن أو قافية معينة ويختلف باختلاف الشعراء» ولفظ موشح مأخوذ من التوشيح وهو التنميق والتجميل. نشأ في الأندلس مع أواخر القرن 13ه- على يد مُقدم بن مُعافى القبري وتطور واكتملت صورته مع مجموعة من الشهراء بعد ذلك، ✔ أجزاء الموشح هي:
    - المطلع: وهو ما يفتتح به الموشح، ويتألف من قسمين عادة أو أربعة.
    - الدور: هو الجزء الذي يأتي بعد المطلع وقبل القفل يتألف من ثلاثة أقسام فأكثر.
    - الخرجة: وهي آخر قفل في الموشح
    - البيت: يختلف عن البيت في القصيدة العمودية فهو هنا يتركب من جزأين الدور والقفل
    - الغصن: يطلق على كل قسم من أقسام المطلع أو الأقفال أو الخرجة ويجب أن تتساوى جميع هذه الأجزاء في عدد الأغصان.
    - السَّمْطُ: هو اسم اصطلاحي لكل قسم من أقسام الدور ويجب أن تتساوى جميع الأدوار في عدد الأسماط
    ✔ موضوعات الموشح: كانت الموشحات ذات صلة وثيقة بالغناء وكان ما يناسبها من الأغراض الغزل والوصف، ثم اتسعت بعد ذلك لجميع الأغراض من مديح وهجاء ورثاء....
    ✔ نوعية النص: النص عبارة عن موشح للشاعر الأندلسي ابن سهل في غرض الغزل. فمن هو ابن سهل و ما قصة هذه القصيدة.
    ✔ صاحب النص: هو أبو اسحاق إبراهيم بن سهل الإشبيلي، من أسرة ذات أصول يهودية. شاعر كاتب ولد بإشبيلية حوالي 609ه-. لقب بشاعر إشبيلية ووشاحها لكثرت اهتمامه بشعر الموشحات. نال شعر ابن سهل إطراء كثير من القدماء فخصه ابن سعيد بالذكر وأشار المقري إلى أن ديوانه (حاز قصب السبق في النظم والتوشيح). ويكثر في شعر ابن سهل الغزل ثم الخمريات والطبيعة وبعض شعر المجون والمدح.
    ✔ أعماله: له ديوان مطبوع جمعه وحققه محمد قوبعة وصدر عن الجامعة التونسية عام 1985م
    ➁ ملاحظة النص و صياغة الفرضية:
    - قراءة العنوان: لقد جاء عنوان النص جملة اسمية، بصيغة استفهامية. و يدل العنوان على أن الشاعر يتساءل هل تعلم حبيبته بحاله و بما يقاسيه تعلقا بها. - الشكل الخارجي: نلاحظ أن شكل النص يختلف عن شكل القصيدة العمودية التي تعتمد نظام الشطرين المتناظرين ووحدة القافية والروي. إذ نجد شكلا جديدا يتكون من المطلع و الأسماط والأقفال والخرجة والأدوار والأبيات.
    - المطلع والخرجة: يتحدثان عن تغزل الشاعر بمحبوبته
    - فرضية القراءة:انطلاقا من ملاحظة شكل وعنوان القصيدة بالاضافة المطلع والخرجة نفترض أن الموشح سيقوم برصد عالم الوجد والمعاناة الذي يعيشه مع شوقه إلى أيامه مع محبوبته
    ➂ فهم النص :
    مضامين القصيدة:
    - المقطع الأول (المطلع): استهلال الشاعر موشحه بمساءلة محبوبته التي شبهها بالظبي عما يلقاه من جفاء نحوها.
    - المقطع الثاني (الدور 1 والقفل): وصف الشاعر لمعاناته مع محبوبته.
    - المقطع الثالث (الدور 2 و3): تشبيه الشاعر محاسن وملامح محبوبته ببعض صفات الطبيعة.
    - المقطع الرابع (الدور 4، 5، الخرجة): تصوير الشاعر لمعاناته العاطفية وتألمه من هجرانها له، وتعداده لمحاسنها ومفاتنها
    ➃ تحليل النص:
    ➀ المستوى المعجمي:
    تحققت مضامين القصيدة بحضور حقلين دلاليين: الحقل الدال على الطبيعة و يتمثل في: (أقحوان، رحيق، شمس الضحى، ينبت الورد بغرسي) و الحقل الدال على الغزل و يتجلى في: (قلب صب، خفق، ريح الصبا، منكم الحسن ومن عيني النظر، كلما أشكوه وجدي بسما، وجهه يتلو الضحى مبتسما...) بعد تحديد ألفاظ وعبارات الحقول الدلالية يتضح أن الحقل الدال على الغزل هو المهيمن لأن من خلاله كشف لنا الشاعر معاناته العاطفية. كما يمكن أن نستنتج كذلك أن هناك علاقة ترابط بين الحقليين لأن الشاعر شبه محبوبته بأوصاف من الطبيعة.
    ➁ الصور الشعرية:
    ✔ التشبيه:
    - شبه الشاعر قلبه وهو في خفقان بريح الصبا التي تلعب بشعة النار
    - شبه الشاعر تبسم محبوبته حينما يشكوها وجده بالربى التي يتفجر فيها الماء.
    - شبه الشاعر ثغر محبوبته برحيق الأقحوان.
    ✔ الاستعارة:
    - يا بدورا أشرقت يوم النوى (استعارة تصريحية).
    - أخذت شمس الضحى من وجنتيه ... (استعارة مكنية).
    - ذهب الدمع بأشواقي إليه ... (استعارة مكنية).
    - أضرم الدمع بأحشائي ضرام (استعارة مكنية).
    اعتمد الشاعر على وفرة الصور الشعرية لأن غرضه هو اضفاء جمالية على موشحه وترسيخه في ذهن المتلقي.
    ➂ المستوى الإيقاعي:
    ✔ الإيقاع الخارجي:
    - الوزن: بني الموشح على بحر الرمل الذي تفعيلته الأصلية: (فاعلاتن x6).
    - الملاحظ في الموشح أن الشاعر لم يعد يلتزم بوحدة حرف الروي فقد عمل على مناوبة حرف السان مع حروف أخرى (ر، ق، ب، ف، ش) وكذلك القافية فنجدها حينا مطلقة وحينا آخر مقيدة.
    ✔ الإيقاع الداخلي:
    - الطباق: (مبتسما # عبس)، (مشرقا # مغرب)، (عادل # الظلم).
    - الجناس: (الحمى = حمى)، (اللمة = اللمى)، (الغرس = المغترس).
    - السجع: (مكنس، قبس)، (الغرر، النظر) و (رقيق، رحيق).
    ✔ وقد حقق المستوى الإيقاعي بنوعيه تجانسا وانسجاما موسيقيا لألفاظ الموشح وكذلك التأثير في المتلقي من أجل استمالته.
    ➄ التركيب :
    يندرج النص الذي بين أيدينا ضمن الشعر الأندلسي وهو عبارة عن موشح لابن سهل الإشبيلي استهله بعثابه لمحبوبته التي لم تعره اهتماما لينتقل إلى وصف معاناته معها وتشبيهها بجمال الطبيعة ولتوضيح ذلك استعان بحقليين دلاليين وهما حقل الغزا وحقل الطبيعة، ولإضفاء جمالية على الموشح وظف الشاعر مجموعة من الصور الشعرية التي تفي بهذا الغرض وكذلك بعض المحسنات البديعية كالطباق والجناس والسجع. ويمكن أن نقول أن من خلال هذه القصيدة قد تعرفنا مظاهر التجديد الثقافي والفني التي طرأت على القصيدة العربية في العصر العباسي.