تحضير نص المفاضلة بين العرب و العجم -->

تحضير نص المفاضلة بين العرب و العجم


تحضير نص المفاضلة بين العرب و العجم

    تحضير نص المفاضلة بين العرب و العجم للسنة الأولى باك آداب و علوم انسانية

    تحضير نص المفاضلة بين العرب و العجم للسنة الأولى باك آداب و علوم انسانية

    المفاضلة بين العرب و العجم

    ➀ التمهيد
    ✔ الخطابة فن نثري حجاجي قديم، ويستهدف مخاطبة الجمهور والتأثير فيهم ......
    ✔ تعريف المناظرة: المناظرة شكل من أشكال الحجاج، تقوم على أساس تحاور طرفين أو أكثر حول موضوع مختلف فيه، على أن يقدم كل من الطرفين الحجج والأسانيد التي تؤيد رأيه في هذا الموضوع. وهذا في ظل إطار قواعد تحكم المناقشة بين الطرفين. ظهرت إبان العصر العباسي نتيجة الصراع الثقافي والفكري والقيمي بين الجماعة المسلمة وغيرها من الجماعات الأخرى. وتتسم المناظرة بالخصائص التالية
    - وجود " دعوى" أو موضوع مختلف فيه يسمى "ادعاء".
    - وجود طرفين متحاورين: الأول يسمى " المدعي" أو "العارض" والثاني "المعترض".
    - أن يكون المتناظران متقاربين في المعرفة والمكانة، حتى لا يستعظم أحدهما .
    - الالتزام بأخلاقيات معينة في الحوار أساسها: التعاون، وعدم احتقار الخصم، والسعي إلى إظهار الحق.
    - اعتماد كل من المدعي والمعترض على حجج وشواهد مقبولة أثناء التناظر.
    وقد مثلها مجموعة من الرواد لعل أبرزهم الجاحظ، حسن البصري، ...ويعتبر أبو حيان التوحيدي من أبرزهم وهو صاحب النص. فهو أديب عباسي غزير الثقافة له مجموعة من المؤلفات
    ➁ ملاحظة النص و صياغة الفرضية
    -عنوان النص: يتكون العنوان من الناحية التركيبية من جملة من المركبات الاسمية والحرفية. ويبدو أن المركب الاسمي الأول " المفاضة" هو الذي يشكل بؤرة العنوان. وهو مركب اسمي من جذر "فَضُلَ" الذي يعني في اللغة التميز، الأفضل، والأحسن، والأجود. وقد جاء على وزن مفاعلة وهو وزن يفيد المشاركة والموازنة بين معطيين أو مظهرين. وقد جاء في العنوان الموازنة بين مظهرين حضريين " العرب" و " العجم" وهي الموازنة والمقارنة والمفاضلة بين الحضارة العربية وغيرها من الحضارات الأخرى. بمعنى أوضح أن العنوان يعكس ذلك الصراع المحتدم بين العرب وغيرهم من الأمم الأخرى خلال القرن 2 ،3 ،4 وكان وراء ما عرف في تاريخ الفكر العربي بالنزعة الشعوبية والذي شمل كل المعطيات الفكرية والثقافية وكل المظاهر السلوكية والدينية والاجتماعية ...
    ➂ فهم النص
    يدور موضوع المناظرة حول ظاهرة عرفها الفكر العربي الكلاسيكي بدءا من الدولة الأموية، ألا وهي ظاهرة المفاضلة بين العرب والعجم التي سيحتد لهيبها مع العصر العباسي خصوصا وأن الدولة العباسية أعجمية خرسانية. وافتتح النص بطرح مجموعة من الإشكالات لعل أبرزها إشكال المفاضلة بين العرب وغيرها من الأمم. وقد طرح سؤال المفاضلة من قبل الوزير ابن سعدان على التوحيدي المفكر العربي غير أن الكاتب لم يقدم إجابة ذاتية مباشرة، بل عمد إلى استحضار مناظرة فكرية قديمة بين بعض أشراف العرب وابن المقفع أحد المحسوبين على الفرس والتي أفضى فيها الجدال إلى إبراز ابن المقفع الفارسي لأفضلية العنصر العربي على غيره من العناصر. وبذلك يكون جواب التوحيدي على سؤال ابن سعدان مستمدا من موقف مفكر لا أحد يشك في ولائه للعنصر الفارسي.
    ➃ تحليل النص
    ➀ الحقول الدلالية
    - يمكن تقسيم النص إلى حقلين دلاليين :
    حقل دال على العرب حقل دال على العجم
    أهل بلد قفر، أعقل الأمم، ذكاء الفهم، الانتشار في الأرض ... أصحاب أثاث وصنعة، سباع للهراش، أصحاب مخرقة وشعبذة وحيلة.
    - إن العلاقة بين النصين هي علاقة تضاد ـ اختلاف لأن كل حقل يجسد عادات وتقاليد تميز الأمة العربية عن غيرها.
    اللغة: إن لغة النص تقريرية تتخللها مجموعة من الكلمات القاموسية.
    ➁ أساليب الحجاج
    - التعريف: أصحاب أثاث وصنعة
    - المقارنة: حيث قارن الكاتب بين العرب والعجم
    - استشهاد: حجة أدبية ابن المقفع، حجة دينية ( في ظل ممدود سورة الواقعة)
    ➂ الطريقة البرهانية:
    اتبع الكاتب الطريقة الاستنباطية حيث انتقل فيها من العام وهو طرح إشكالية المفاضلة بين العرب والعجم ثم انتقل حول الشرح والتفسير والمقارنة إلى ما هو خاص وهو مكانة وفضل العرب ومميزاتهم عن غيرهم
    ➄ التركيب
    نستخلص مما سبق أن المغزى من هذا النص هو تبيان محاسن العرب عن غيره، ولإيصال ذلك توسل بمجموعة من الوسائل كالمعجم واللغة وأساليب الحجاج. وتكمن قيمة النص في توفق الكاتب في الدفاع عن رأيه بالحجة والبرهان وصياغة أفكاره في قالب حجاجي يتصف بالاتساق غير أن الكاتب ركز على الجانب الأخلاقي والفكري والديني عند العرب وأهمل مكانتهم الأدبية الساطعة خاصة في الشعر ومع ذلك تبقى له قيمته المتميزة باعتباره من أبرز رواد فن المناظرة.