تحضير نص هل درى ظبي الحمى ؟ -->

تحضير نص هل درى ظبي الحمى ؟


تحضير نص هل درى ظبي الحمى ؟

    تحضير نص هل درى ظبي الحمى ؟ للسنة الأولى باك آداب و علوم انسانية

    تحضير نص هل درى ظبي الحمى ؟ للسنة الأولى باك آداب و علوم انسانية

    هل درى ظبي الحمى ؟

    قَـــلْــبَ صَـــبٍّ حَـــلَّــــهُ عَــــنْ مَــكْــــــنَـــسِ ؟ هَلْ دَرى ظَبْــيُ الحِمــى أَنْ قَـدْ حَمـــى
    لَـــعِــــــبَــتْ ريـــحُ الـــصَّـــبـــا بـــالـــقَــبَـــسِ فَــهْــوَ فــــي حَـــرٍّ و خَــفْـقٍ مِـثْـلَـمـــا
    غُـــرَراً تَـــسْـــلُـــكُ بـــي نَــــــهْــــجَ الـــغَــــرَرْ يـــا بُــدوراً أَشْــرَقَـــتْ يَـــوْمَ الــنَّـــوى
    مِــنْــكُـــمُ الــحُــسْــنُ و مِـــنْ عَـــيْـني النَّــظَــرْ مـا لِــقَـلْــبــي فـي الهَــوى ذَنْـبٌ سِــوى
    و الــتِــــذاذي مِـــنْ حَـــبــيــــبـــي بِــالـــفِــكَـــرْ أَجْـتَـنـــي اللَّذَّاتِ مَــكْــلـــومَ الــجَـــوى
    كَــــالـــرُّبـــى و الـــعــــارِضِ الـــمُـــنْــبَـجِــسِ كُــلَّـــمـــا أَشْــكـــو وَجْـــدي بَــسَــمـــا
    و هْــــيَ مِــــنْ بَــهْــجَــتِـــهـــــا فــــي عُــــرُسِ إِذْ يُقيــــمُ الـــقَــطْــرُ فيــهـــا مَــأْتَــمـــا
    لـــــي جَـــزاءُ الـــذَّنْـــبِ و هْـــوَ الــــمُـــذْنِــــبُ أَيُّهــــا السّـــائِـــلُ عَـــنْ جُرْمـــي لَدَيْــهِ
    مَــشْــــرِقـــاً لِلــــشَّــمْـــسِ فـــيـــــهِ مَـــغْــــرِبُ أَخَـذَتْ شَـمْـسُ الـضُّحـى مِـنْ وَجْنَـتَـيْـهِ
    و لَــــــهُ خَـــــــــدٌّ بِــلَــــــحْــــظــــي مُـــذْهَــبُ ذَهَـــبَ الــدَّمْــعُ بــأَشْــواقـــي إِلَـــيْــهِ
    لاحَـــــظَــــتْــهُ مُــــقْــلَـــــتـــي فـــي الــخَــلَـــسِ يَـنْــبُـتُ الــوَرْدُ بِـغَــرْســـي كُــلَّــمـــا
    ذَلِـــكَ الـــــــوَرْدَ عـــــــلـــى الــــمُـــغْـــتَـــرِسِ ليـتَ شِعْـــري ! أَيُّ شَــيْءٍ حَـــرَّمـــا
    غــــــادَرَتْـــنـــــي مُــــقْــلَــــتــــــاهُ دَنِـــــفـــــــا كُــلَّــمــــا أَشْــكــــو إِلَـــيْــهِ حُــرَقــي
    أَثَــــرَ الـــنَّـــمْـــلِ علـــى صُــــمِّ الـــصَّـــفــــــا تَــرَكَـــتْ أَلْــحـــاظُـــهُ مِـنْ رَمَــقـــي
    لَـــسْــــتُ أَلْـــحـــاهُ عـــلــــى مــــا أَتْــــــلـــفــــا و أنــــا أَشْـــــكُــرُهُ فـــيــمـــا بـــقـــي
    و عُــــذولـــي نُـــطْــــــقُـــــــهُ كَـــالــــخَــــرَسِ فَــهْـــوَ عِـــنْــدي عـادِلٌ إِنْ ظَـــلَــمــا
    حَـــلَّ مِــــنْ نَــفْـــســي مَــــحَـــلَّ الـــنَّــــفَـــــسِ لَـيْـسَ لي فـي الأَمْـرِ حُـكْـمٌ بَــعْــدَمــا
    ➀ التمهيد
    ✔ لاشك أن الشعراء العباسيين والأندلسيين، وبدرجة أقل المغاربة، كان لديهم شعور قوي بعدم ملاءمة النمط الشعري القديم بخصائصه المضمونية، وسماته الأسلوبية لحياة المجتمع في هذا العصر، ولذلك كان لابد من ابتداع بعض المضامين الشعرية التي تنبع من هذه الحياة، وإبداع لون من الأسلوب الشعري يناسب المضامين الجديدة رقة ورهافة. وبعد استقرائنا لشعر هذا العصر فإننا لم نجد فيها جديدا يذكر بالمعنى الصحيح، فالشعر ظل غنائيا لم يتغير نوعه، وأغراضه ظلت كما هي: مدحا ورثاء ووصفا، لكن ما ساهم فيه هذا التطور هو ظهور أغراض جديدة انضافت إلى سابقيها، ومن هذه الأغراض الجديدة
    - الشعر التعليمي: ظهر استجابة لمتطلبات الحياة الثقافية والعلمية؛
    - رثاء المدن: برز في العصر العباسي و الأندلسي ويختص برثاء الممالك الزائلة؛
    - العشق الإلهي: وهو شعر روحاني تصوفي يعبر من خلاله الشاعر عن تقربه وحبه الإلهي المفرط
    - الموشحات: جمع موشح، وقد ذكر في أحد المعاجم العربية التعريف التالي: « شكل خارجي تتخذه القصيدة العربية، يتكون من أجزاء معينة، لا يتحكم فيه وزن أو قافية معينة ويختلف باختلاف الشعراء» ولفظ موشح مأخوذ من التوشيح وهو التنميق والتجميل. نشأ في الأندلس مع أواخر القرن 13هـ على يد مُقدم بن مُعافى القبري وتطور واكتملت صورته مع مجموعة من الشعراء بعد ذلك.
    ✔ أجزاء الموشح هي:
    - المطلع: وهو ما يفتتح به الموشح، ويتألف من قسمين عادة أو أربعة.
    - الدور: هو الجزء الذي يأتي بعد المطلع وقبل القفل يتألف من ثلاثة أقسام فأكثر.
    - الخرجة: وهي آخر قفل في الموشح
    - البيت: يختلف عن البيت في القصيدة العمودية فهو هنا يتركب من جزأين الدور والقفل
    - الغصن: يطلق على كل قسم من أقسام المطلع أو الأقفال أو الخرجة ويجب أن تتساوى جميع هذه الأجزاء في عدد الأغصان.
    - السَّمْطُ: هو اسم اصطلاحي لكل قسم من أقسام الدور ويجب أن تتساوى جميع الأدوار في عدد الأسماط
    موضوعات الموشح: كانت الموشحات ذات صلة وثيقة بالغناء وكان ما يناسبها من الأغراض الغزل والوصف، ثم اتسعت بعد ذلك لجميع الأغراض من مديح وهجاء ورثاء....
    ✔ تعريف بصاحب النص: هو أبو اسحاق إبراهيم بن سهل الإشبيلي، من أسرة ذات أصول يهودية. شاعر كاتب ولد بإشبيلية حوالي 609 هـ. لقب بشاعر إشبيلية ووشاحها لكثرت اهتمامه بشعر الموشحات. نال شعر ابن سهل إطراء كثير من القدماء فخصه ابن سعيد بالذكر وأشار المقري إلى أن ديوانه (حاز قصب السبق في النظم والتوشيح). ويكثر في شعر ابن سهل الغزل ثم الخمريات والطبيعة وبعض شعر المجون والمدح.
    أعماله: له ديوان مطبوع جمعه وحققه محمد قوبعة وصدر عن الجامعة التونسية عام 1985م.
    ➁ ملاحظة النص و صياغة الفرضية
    - الشكل الخارجي: نلاحظ أن شكل النص يختلف عن شكل القصيدة العمودية التي تعتمد نظام الشطرين المتناظرين ووحدة القافية والروي. إذ نجد شكلا جديدا يتكون من المطلع والأسماط والأقفال والخرجة والأدوار والأبيات.
    - المطلع والخرجة: يتحدثان عن تغزل الشاعر بمحبوبته
    - العنوان: جاء العنوان جملة إنشائية استفهامية توحي على أن الشاعر يخاطب محبوبته ومساءلته لها عما إن كانت تعلم لوعته وصبابته.
    - فرضية القراءة: نفترض من خلال الشكل الهندسي للنص القائم على تعدد الأرواء والقوافي وتناظر الشطرين المتفاوتين في الطول والقصر، وصاحبه، والأبيات الخمسة الأولى من النص أن يكون موشحا يبكي فيه الوشاح أيام سعادته بالقرب من الحبيبة، ويحن إلى أيامه الآفلة التي قضى الدهر أن تكون ذكرى لحب مقيم. مما يجعل النص يندرج ضمن غرض الغزل.
    ➂ فهم النص
    ✔ المضمون العام:
    مطارحة الوشاح العاشق محبوبته الشكوى، بسبب ما يجده في حبها من معاناة وجفاء، واستعراضه لضروب المحاسن والجمال التي انفردت بها عن غيرها.
    ✔ وحدات النص الأساسية :
    - الوحدة الأولى (من البيت 1 الى البيت 5): مساءلة الوشاح محبوبته عما يلقاه في حبه من لوعة وجفاء. (لوعة وجفاء)
    - الوحدة الثانية (من البيت 6 الى البيت 8): يطارح الوشاح محبوبته ويبث لها لواعج حبه، مع حرصه على جمالها وحسنها. (الجافي الرقيق)
    - الوحدة الثالثة (من البيت 9 الى البيت 16): تصوير الوشاح محاسن محبوبته عبر ذكر صفاتها ومحاسنها المستمدة من الطبيعة. (محاسن المحبوبة).
    - الوحدة الرابعة (البيت 17): تمني الشاعر لو أن شعره مكنه من الظفر بم يحب.
    ➃ تحليل النص
    ➀ المستوى المعجمي:
    تحققت مضامين القصيدة بحضور حقلين دلاليين :
    الحقل الدال على الطبيعة الحقل الدال على الغزل
    أقحوان، رحيق، شمس الضحى، ينبت الورد بغرسي قلب صب، خفق، ريح الصبا، منكم الحسن ومن عيني النظ، كلما أشكوه وجدي بسما، وجهه يتلو الضحى مبتسما...
    - بعد تحديد ألفاظ وعبارات الحقول الدلالية يتضح أن الحقل الدال على الغزل هو المهيمن لأن من خلاله كشف لنا الشاعر معاناته العاطفية. كما يمكن أن نستنتج كذلك أن هناك علاقة ترابط بين الحقليين لأن الشاعر شبه محبوبته بأوصاف من الطبيعة.
    ➁ الصور الشعرية
    ✔ التشبيه:
    - شبه الشاعر قلبه وهو في خفقان بريح الصبا التي تلعب بشعة النار
    - شبه الشاعر تبسم محبوبته حينما يشكوها وجده بالربى التي يتفجر فيها الماء.
    - شبه الشاعر ثغر محبوبته برحيق الأقحوان.
    ✔ الاستعارة:
    - يا بدورا أشرقت يوم النوى (استعارة تصريحية) .
    - أخذت شمس الضحى من وجنتيه .... (استعارة مكنية) .
    - ذهب الدمع بأشواقي إليه ... (استعارة مكنية) .
    - أضرم الدمع بأحشائي ضرام (استعارة مكنية) .
    ✔ اعتمد الشاعر على وفرة الصور الشعرية لأن غرضه هو اضفاء جمالية على موشحه وترسيخه في ذهن المتلقي .
    ➂ المستوى الإيقاعي:
    ✔ الإيقاع الخارجي :
    - الوزن: بني الموشح على بحر الرمل الذي تفعيلته الأصلية: (فاعلاتن x6)
    - الملاحظ في الموشح أن الشاعر لم يعد يلتزم بوحدة حرف الروي فقد عمل على مناوبة حرف السان مع حروف أخرى (ر، ق، ب، ف، ش) وكذلك القافية فنجدها حينا مطلقة وحينا آخر مقيدة
    ✔ الإيقاع الداخلي:
    - الطباق: (مبتسما # عبس)، (مشرقا # مغرب)، (عادل # الظلم) .
    - الجناس: (الحمى= حمى)، (اللمة = اللمى)، (الغرس = المغترس) .
    - السجع: (مكنس - قبس)، (الغرر - النظر)، (رقيق - رحيق) .
    ✔ حقق المستوى الإيقاعي بنوعيه تجانسا وانسجاما موسيقيا لألفاظ الموشح وكذلك التأثير في المتلقي من أجل استمالته.
    ➄ التركيب
    يندرج النص الذي بين أيدينا ضمن الشعر الأندلسي وهو عبارة عن موشح لابن سهل الإشبيلي استهله بعتابه لمحبوبته التي لم تعره اهتماما لينتقل إلى وصف معاناته معها وتشبيهها بجمال الطبيعة ولتوضيح ذلك استعان بحقليين دلاليين وهما حقل الغزل وحقل الطبيعة، ولإضفاء جمالية على الموشح وظف الشاعر مجموعة من الصور الشعرية التي تفي بهذا الغرض وكذلك بعض المحسنات البديعية كالطباق والجناس والسجع. ويمكن أن نقول أن من خلال هذه القصيدة قد تعرفنا مظاهر التجديد الثقافي والفني التي طرأت على القصيدة العربية في العصر العباسي.