تحضير نص تأملات -->

تحضير نص تأملات


تحضير نص تأملات

    تحضير نص تأملات للسنة الأولى باك آداب و علوم انسانية

    تحضير نص تأملات للسنة الأولى باك آداب و علوم انسانية

    تأملات

    ➀ التمهيد
    - شهد العصر العباسي حركة واسعة ونشاطا علميا مزدهرا خصوصا بعد اتساع حركة الترجمة التي نقلت الكثير من علوم الأمم الأخرى ومعارفها، حيث عملت عملا نافذا في عقلية العباسيين وانعكس أثرها الواسع في شعرائهم، وكان للتحول الحضاري الذي شهده العصر العباسي أثر في تنوع أفكارهم وخواطرهم، فانطلقوا يعبرون بالشعر كما أصابوا من كنوز المعرفة ويصورون ما يجول في نفوسهم من نزعات وأحاسيس وتأملات. ويعتبر ابن الرومي نموذجا للشاعر المثقف في العصر العباسي.
    ـ صاحب النص: ابن الرومي شاعر عباسي ول في بغداد عام 221 ه، وتوفي سنة 283ه، كان والده روميا. وأمه فارسية. نهل ابن الرومي من ثقافة عصره ومن الشعر العربي. ولم يشعر بشيء من السعاة بالحياة، بل أحس أنها كأس مر يتجرعه فانقلب ساخطا على كل ما حوله، وزاد ذلك في تشاؤمه وتعاسته.
    - نوعية النص: قصيدة تأملات قيد الدراسة والتحليل قصيدة عمودية تعتمد نظام الشطرين.
    ـ مصدر النص: النص مأخوذ من ديوان ابن الرومي، الجزء الثاني، شرح وتحقيق عبد الأمير تجلي مَهَنَّا، منشورات مكتبة الهلال، الطبعة الثانية، 1998، بيروت، ص 111 ـ 113، بتصرف.
    ➁ ملاحظة النص و صياغة الفرضية
    ✔ عنوان النص:
    - تركيبيا: جملة اسمية غير تامة، مكونة من كلمة واحدة – خبر لمبتدأ محذوف.
    - دلاليا: توحي كلمة تأملات إلى التدبر وإعمال العقل و التفكير.
    ✔ قراءة البيت الأول فهو عبارة عن تساؤل حول نوع الشعر والإحساس الذي يتوقد بداخل الشاعر، لكنه ليس إلا حسرة على ضياع شبابه ومعاناته والخوف من الشيخوخة التي يعيشها.
    ✔ فرضية النص: يبدو من خلال العنوان أن الشاعر يتأمل في شيء معين.
    ➂ فهم النص
    ✔ القاموس المساعد:
    - الأمرد: الذي لم تنبت لحيته.
    - الأدرد: الذي ذهبت أسنانه
    - كدنة: قوة.
    - رمدد: خفوت وانطفاء الكلال: الفتور
    ✔ الوحدات الدلالية:
    - الوحدة الأولى (من البيت 1 الى البيت 8): تحسر الشاعر على فقدان شبابه
    - الوحدة الثانية (من البيت 9 الى البيت 12): سرد الشاعر لمآسيه المتمثلة في الرزايا التي تكالبت عليه.
    - الوحدة الثالثة (من البيت 13 الى البيت 17): التغيرات التي طرأت على الشاعر عندما غزا الشيب رأسه.
    - الوحدة الأخيرة (من البيت 18 الى آخر النص): اختتام الشاعر قصيدته بحكمة عقلية مفادها أن كل شيء مصيره الزوال مهما بلغ شأنه.
    ✔ المضمون العام: استهلال الشاعر قصيدته بالتحسر على زوال شبابه الموسوم بالقوة والفتوة، وما أصابه من رزايا في مرحلة المشيب من ضعف، ليستلم في الأخير ويِؤمن بوجوب زوال مرحلة الشباب وعدم التحسر عليها
    ✔ بيان المعنى: استهل الشاعر قصيدته بالتحسر على زوال شبابه الموسوم بالقوة والفتوة والبكاء بحرقة لمكوث مرحلة الشباب ...، هذه الأخيرة غيرت ملامح وجهه وتقوس ظهره وبيض شعره وسقطت أسنانه وضعف بصره وأصبح يمشي على رجل ثالثة، ثم ينتقل بعد ذلك ليحمل الدهر مسؤولية ذهاب شبابه ويرفض من عزاه على ذلك خاتما قصيدته بالاستسلام وبالإيمان بوجوب زوال مرحلة الشباب وبعدم التحسر عليها.
    ➃ تحليل النص
    ➀ المعجم:
    - من خلال دراستنا للبنية المعجمية للقصيدة نجد أنها تنحصر في حقلين دلاليين وهما:
    الألفاظ الدالة على الشباب الألفاظ الدالة على الشيخوخة
    شباب، سواد العارضين، يوجد طعمه صراحا، بياض الخد، بدلت بياض الشباب مجلوده وعزاؤه، وفقد الشباب الموت، كفى حزنا أن الشباب معجل، وأقبح ضحاكين شيب وأدرد، المشيب مخلد، سرمد، أهدى، أرشد، شابت شواتي وقوست قناتي، وأضحت كِدْنَتِي.
    ـ نلاحظ هيمنة الألفاظ الدالة على مرحلة الشيخوخة، لأن مرحلة الشباب في نظر الشاعر تنقضي بسرعة، أما مرحلة الشيخوخة فهي مرحلة خالدة وتستغرق مدة طويلة في حياة الإنسان عكس مرحلة الشباب التي اقتصر في التعبير عنها في الأبيات الأولى فقط وهذا يدل على أنها مرت عليه بسرعة
    ➁ الصورة الشعرية
    اعتمد الشاعر في تجربته الشعرية على ثقافة عصره التي هيمن عليها المنطق الذي ساد في عصره من خلال كون الشيخوخة مرحلة طبيعية تؤدي إلى الموت، كما نلاحظ هيمنة اللغة التقريرية بدل اللغة التصويرية، كما استعمل أسلوب التجسيد: أبين ضلوعي جمرة ،الشباب قصير الليالي ، الدهر أجرى ليله ونهاره. كما وظف الشاعر الجمرة كناية عن الألم والمعاناة في البيت 1.
    ➂ الأساليب
    هيمن الأسلوب الخبري في النص لأن الشاعر يخبر عن تجربة الموت التي ألمت بأسرته وعن المرحلة التي أصبح فيها وهو قريب من الموت ومع ذلك نجد توظيف الأسلوب الإنشائي من خلال الاستفهام مع بداية القصيدة. كما وظف الجملة الفعلية على حساب الجملة الاسمية ليبين لنا التحول الذي أصبحت عليه الحياة بعد مرحلة الشباب
    ➃ الإيقاع
    - الإيقاع الخارجي: نظم الشاعر قصيدته على وزن بحر الطويل: فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن ثماني مرات وهو بحر أصاب العروض والضرب(القبض) (مفاعلن) وهو زحاف جار مجرى العلة، كما اعتمد الشاعر على قافية المتدارك لتوالي حركتين بين ساكنيها (جَدْدَدُو) واختار لها رويا هو (الدال).
    - الإيقاع الداخلي: نلاحظ أن الشاعر اعتمد على مظاهر بديعية، مثل: الطباق: (الشباب – الشيخوخة) ، (الموت – الحياة) .
    ➄ التركيب
    نخلص مما سبق أن ابن الرومي قد استطاع أن يعطي لمحة عن حياته الذي عانى عقدة الموت منذ شبابه وجعلته متشائما يهاب الشيب وما يرافقه مستثمرا في ذلك أهم مظاهر هذه المرحلة وهي الانتقال من حياة المتعة الى حياة انتظار الموت، حيث توسل في كل هذا بحقلين دلالين توزعا بين الأمل والتحسر واختار إيقاعا مناسبا وموضوع القصيدة ، حيث نسجل حضور البحر الطويل التام التفعيلة ، وحضور للآليات التكرار والطباق لتأكيد على مضمون القصيدة ، وهذا ما تم بلغة إخبارية غير مباشرة هيمنت فيها الجمل الفعلية التي صرح من خلالها الشاعر بالمصائب التي ألمت به والرزايا التي لأصابته في قالب إمتاعي وبلاغي فني أثثته صور شعرية كالتشبيه والاستعارة والكناية ولغة إخبارية نقل منن خلالها معاناته وصورها بدقة .