تحضير نص ذريني و نفسي -->

تحضير نص ذريني و نفسي


تحضير نص ذريني و نفسي

    تحضير نص ذريني و نفسي للسنة الأولى باك آداب و علوم انسانية

    تحضير نص ذريني و نفسي للسنة الأولى باك آداب و علوم انسانية

    ذريني و نفسي

    ونامِي، فإنْ لم تَشْتَهي النَّومَ فاسْهَرِي أقِلِّي عَلَيَّ اللِّوْمَ يا ابْنَة َ مُنْذِرِ
    بها قبل أن لا أملك البيع مشتري ذَرِيني ونَفسي أُمَّ حَسَّانَ، إنني
    إذا هو أمسى هامة فوق صير أحاديثُ تَبْقَى والفَتى غيرُ خالدٍ
    إلى كلِّ معروفٍ تراهُ ومُنْكَرِ تُجَاوِبُ أحْجَارَ الكِنَاسِ وتَشْتَكِي
    أخَلِّيكِ أو أغْنِيكِ عن سُوءِ مَحْضَرِ ذَرِيني أُطَوِّفْ فِي البلادِ لعلَّنِي
    جَزُوعاً، وهَلْ عن ذاكِ من مُتَأخَّرِ فإن فاز سهم للمنية لم أكن
    لكم خلف أدبار البيوت ومنظر وإن فاز سهمي كفكم عن مقاعد
    ضَبُوءَاً بِرَجْلٍ تارة ً وبِمنسرِ تقول لك الويلات هل أنت تارك
    أرَاكَ عَلَى أقْتَادِ صَرْماءَ مُذْكِرِ ومستثبت في مالك العام إنني
    مخوف رداها أن تصيبك فاحذر فَجُوعٍ بها لِلصَّالِحِينَ مَزِلَّة ٍ
    ومن كل سوداء المعاصم تعتري أبى الخفض من يغشاك من ذي قرابة
    له مدفعاً فاقني حياءك واصبري ومستهنيء زيد أبوه فلا أرى
    مصافي المشاش آلفاً كل مجزر لَحَى الله صَعْلُوكاً إذَا جَنَّ ليلُهُ
    أَصابَ قِراها مِن صَديقٍ مُيَسَّرِ يَعُدُّ الغِنى مِن نَفسِهِ كُلَّ لَيلَةٍ
    يَحُتُّ الحَصى عَن جَنبِهِ المُتَعَفِّرِ يَنامُ عِشاءً ثُمَّ يُصبِحُ ناعِساً
    إِذا هُوَ أَمسى كَالعَريشِ المُجَوَّرِ قَليلُ اِلتِماسِ الزادِ إِلّا لِنَفسِهِ
    ويمسي طليحاً كالبعير المسحر يُعَينُ نساءَ الحَيِّ ما يَسْتَعِنَّهُ
    كَضَوْءِ شِهَابِ القابِسِ المُتَنَوِّرِ ولكن صعلوكاً صفيحة وجهه
    بساحتهم زجر المنيح المشهر مطلاً على أعدائه يزجرونه
    تَشَوُّفَ أهلِ الغائبِ المُتَنَظَّرِ وإنْ بَعِدُوا لا يَأْمَنُونَ اقْتِرَابَهُ
    حَمِيداً، وإنْ يَسْتَغْنِ يوماً فأجْدِرِ فذلكَ إنْ يَلْقَ المنيّة َ يلْقَها
    على ندب يوماً ولي نفس مخطر أيهلك معتم وزيد ولم أقم
    كواسع في أخرى السوام المنفر ستفزع بعد اليأس من لا يخافنا
    وبيض خفاف ذات لون مشهر يطاعن عنها أول القوم بالقنا
    وَيَوماً بِأَرضٍ ذاتِ شَتٍّ وَعَرعَرِ فَيَوماً عَلى نَجدٍ وَغاراتِ أَهلِها
    نِقَابَ الحِجَازِ في السَّرِيح المُسَيَّرِ يناقلن بالشمط الكرام أولي القوى
    كريم، ومالِي سَارحاً مالُ مُقْتِر يُرِيحُ عليَّ اللَّيلُ أضَيافَ ماجدٍ
    ➀ التمهيد
    ـ إن أهم ما يميز شعر الصعلكة هو انتماء الشعراء الصعاليك إلى طبقات اجتماعية هامشية محرومة ومنبوذة ، ثم إلغاء شعر الصعلكة للوحدة الاجتماعية التي تتشكل ضمنها القبيلة.
    ـ عروة بن الورد، ينتمي إلى قبيلة عبْس، شاعر من شعراء الجاهلية، وفارس من فرسانها، وصعلوك من صعاليكها الأجواد، كان يسرق ليطعم الفقراء، ويحسن إليهم، وكان جوادا كريما، أما مذهبه الشعري فقد صنفه النقاد ضمن مدرسة" الصعاليك". يمتاز شعر عروة بن الورد بكونه تعبيرا عن ذاتية الشاعر في مواجهة تحديات الحياة، والوقوف في وجه مجتمع قبلي يقوم على التمييز بين أفراده توفي 30 قبل الهجرة.
    ـ قصيدة شعرية عمودية قائمة على نظام الشطرين المتناظرين، خالية من المقدمات التقليدية عدد أبياتها 21 مقتطف من المفضليات ص 43/45.
    ـ توجه بالخطاب في هذه القصيدة إلى امرأته سلمى، وكانت تلومه على المخاطرة بنفسه وإدمانه الغزوات والغارات في أحياء العرب فرد عليها قولها بأنه إنما يبغي بذلك المجد وجمع المال لها ليكفيها بعد موته. ثم هو يرسم سياسة للصعاليك، فهو لا يرضيه الصعلوك الخامل الذي لا يسعى لالتماس المال، وإنما يريده على أن يكون غازيا جريئا يخشاه الناس في المحضر والمغيب، ولا يأمنون غزوه.
    ➁ ملاحظة النص و صياغة الفرضية
    ✔ قراءة في العنوان:
    - تركيبيا: من الناحية التركيبية يتكون العنوان من: مركب فعلي(ذريني)، ومركب حرفي(الواو)، ومركب اسمي(نفسي)، إلى جانب مضافات هذه المركبات، كنون الوقاية في ذريني وياء المتكلم في نفسي، وتشكل هذه المركبات جميعها جملة فعلية
    - دلاليا: أما من الناحية الدلالية فيفصح العنوان عن الاتجاه الذاتي الذي يسم شعر الشاعر عروة بن الورد، فالمحمول الفعلي ذريني جاء في صيغة الأمر، ومعنى هذا أننا أمام أسلوب إنشائي طلبي، إذ يطلب الشاعر من زوجته أن تتركه وأن تبتعد عنه.
    ✔ فرضية القراءة: انطلاقا من الشكل الهندسي للقصيدة المعتمد على (نظام الشطرين المتناظرين)، وعنوان القصيدة" ذريني ونفسي" وقراءة البيت الأول والأخير ، فإننا نفترض أننا بصدد قصيدة تبين افتخار الشاعر بذاته كصعلوك التميز داخل القبيلة .
    ➂ فهم النص
    ✔ الوحدات الفكرية
    ـ الوحدة الأولى (من البيت 1 إلى البيت 7): توجيه الشاعر الخطاب إلى زوجته التي تلومه على كثرة الترحال والسفر والمخاطرة بنفسه بكثرة الغارات والحروب متخوفة من قضاء نحبه بها بيد أنه، الشاعر، يبرر ذلك في رغبته إسعادها وتوفير حياة كريمة لها، فهو يدافع عن موقفه في كونه رجلا قادرا على مواجهة المخاطر حتى يخلد اسمه.
    ـ الوحدة الثانية (من البيت 8 إلى 12): تقدير الزوجة للشاعر وخوفها عليه بسبب مخاطرته وطمأنته لها بكونه لا يهاب أي شيء.
    ـ الوحدة الثالثة (من البيت 13 إلى 21) : تقديم الشاعر لنوعين مختلفين من الصعاليك، والأول الصعلوك الخامل الذي يرضى بالكفاف ولا يرى حرجا من دونية خدمة نساء عشيرته .والثاني الصعلوك الشجاع الوفي المهاب الجانب من لدن الأعداء.
    ✔ عموما النص تعبير عن الذات حيث يحاول الشاعر من خلاله إثبات ذاته بالإشارة إلى الطبقة التي ينتمي إليها، وهي طبقة الصعاليك، مؤكدا ما يمتلكه من قوة ومواجهة في الحروب، لأنه واع كل الوعي بالمسار الذي رسمه لنفسه وللحياة التي يعمل من أجلها، ألا وهي حياة الغنى والعزة والكرامة لا حياة الذل والمهانة، فالصعلوك الحق لا يزهد في التماس المال وإنما يبادر إليه بجرأة وشجاعة فإما أن يناله وإما أن يموت
    ➃ تحليل النص
    ➀ المعجم
    يتوزع معجم القصيدة بين حقلين دلاليين هما (حقل الشاعر إذ نجده استعمل ألفاظا دالة على ذاته مثل: ذريني، أطرف، فاز سهمي، أخليك، أغنيك، ...) وحقل (الزوجة كما استعمل ألفاظا دالة على زوجته مثل: ابنة منذر، أم حسان، نامي، اسهري ...) وانطلاقا من المعجم نستنتج أننا أمام موقفين: موقف الزوجة، وموقف الشاعر، فموقف الزوجة يتطابق مع تصور القبيلة للفرد داخل الجماعة، فهو موقف استسلامي، أما موقف الشاعر يتعارض وموقف القبيلة، ويسعى إلى أن يؤسس للذات الفردية كيانها ويرسم لها معالم وجهها، كما قابل الشاعر في النص بين الصعلوك الخامل والصعلوك العامل.
    الصعلوك الخامل الصعلوك العامل
    يأكل من خسيس الطعام، يلتمس رزقه من السؤال، دنيء النفس، ساقط الهمة، حقير، يساعد النساء العزة، الكرامة، مطلا على أعدائه، الشجاعة، رفض الواقع المرير، يسعى للمجد،
    - تظهر الموازنة التي قام بها عروة على أن الصعلوك الخامل يؤثر حياة الذل والهوان على حياة العزة والكرامة، في مقابل الصعلوك الفاعل والإيجابي الذي يدرك معنى الحياة، من خلال نشدانه للعزة والكرامة.
    - وانطلاقا من المعجم نستنتج أن حقل الشاعر محوري الحضور في القصيدة وباقي الحقول تتضافر لتبين لنا رؤية الشاعر لواقعه المعاش الثائر على التقاليد القبلية .
    ➁ الصورة الشعرية
    الصورة الشعرية هي أساس القصيدة العربية القديمة، وهي مدار المفاضلة بين الشعراء، لهذا وظف الشاعر التشبيه بطريقة فيها الكثير من الإبداع، حيث وازن بين الصعلوك الخامل والصعلوك العامل، فشبه الأول بالعريش المنهار تارة والطليح كالبعير المتعب تارة أخرى، ليعبر عن ضعف همته (أضحى كالعريش..)، فالمشبه الصعلوك الخامل والمشبه به العريش ووجه الشبه الضعف أما الأداة فهي الكاف، كما شبه الثاني بالقابس المتنور...
    أدت هذه الصور الشعرية طابعا جماليا على النص، حيث أبرز فيها الشاعر خصوصية الحياة الجاهلية.
    ➂ الأساليب
    وظف الشاعر مجموعة من الضمائر المختلفة، توزعت بين ضمير المتكلم، وضمير الغائب والمخاطب، وسيطرة النا الشاعرة على طول القصيدة، ونلاحظ أيضا هيمنة الجمل الفعلية على الاسمية ، لأن الجمل الفعلية تتلاءم مع طبيعة الشاعر الصعلوكي فحياة الشاعر الصعلوكي قائمة أساسا على" التحول" الحركة" كما نلاحظ توافرا للجمل الخبرية وهذا أمر طبيعي لأن الشاعر بصدد الإفصاح عن مغامراته ورؤيته وتجربته وتميزه عن باقي الصعاليك، دون أن ننسى توظيف الأسلوب الإنشائي(نامي، ذريني، أقلي) ...
    ➃ الإيقاع
    - نظم الشاعر قصيدته على بحر الطويل: فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن ...
    - أصاب العروض والضرب(القبض) (مفاعلن) وهو زحاف جارٍ مجرى العلة، كما اعتمد على وحدة الروي هو(الراء)، وقافية (فاسهري)، أما على مستوى الإيقاع الخارجي، نجد التكرار كتكرار الحروف مثل: الراء والدال والسين ...وتكرار الكلمات مثل: صعلوك، ذريني، نفسي، سهمي
    ➄ التركيب
    تأسيسا على ما سبق، نخلص إلى أن القصيدة الشعرية قيد التحليل، نموذج حي للحضور البارز للذات داخل المتن الشعري القديم، فذات الشاعر تدور حولها مضامين القصيدة بطريقة مباشرة، لذلك حاول الشاعر الافتخار بنفسه كمحاولة لرد الاعتبار لفئته وتميزه عنهم موظفا في ذلك الحوار بينه وبين زوجته .